الاثنين، 14 يناير 2013

رسالة إلى صديقتي الأعز

رسالة إلى صديقتي الأعز

بسم الله الرحمن الرحيم

صديقتي الأعز: هيام الغالية

كل الحروف عاجزة ، و لم تستطع أن تصوّر لكِ أشواقي .. نعم يا صديقتي: لقد كان الغياب طويلا جدا، و مؤلما جدا... سنون من الانتظار كنت أرتب فيها الجراح على أرفف الذكريات،و كلما انبجست من إحداها الدماء احتضنته وحدي دون وجودكِ معي، لم أعتد غيابك الطويل هذا.. لم اعتد ألا أكتب لكِ الرسائل و التي أوقن أنها لن تجد الحمام الذي ينقلها إليك على جناح الشوق.

أربع سنوات من الصداقة كانت عندي كأربعين سنة بل أكثر .. كنتِ لي أختا و صديقة و قلبا حانياً أفزع إليه عند النوائب.. كنتِ و لن تزالي ملاذي من الخوف و الحزن..

لا أعرف بأي حرف أرسم لكِ حجم أشواقي لكِ .. و ها أنا اليوم أرفع سماعة الهاتف لأتصل بكِ .. كنتُ بين الخوف و الرجاء، و كم أحمده تعالى أن جعلني أسمع صوتكِ الأثير عندي.. أتعرفين ؟؟ لشدة أشواقي لا أعرف ما ذا أقول.و ما ذا أفعل؟! لم أجد غير أوراقي و قلمي، و دموع فرحي أسطر بها رسالة لكِ، 
أتعرفين يا صديقتي الأعز أنني كنت على قاب قوسين أو أدنى من الإقتراب منكِ، نعم ، لقد وجدتُ اسمكِ الرائع مسطورا في دفتر المراجعات لدى طبيبة الأسنان، و أذكر حينها أن الحنين أخذ بيدي إلى أوديته لأشرب من مائه و لا أرتوي.. أذكر أن لساني لم ينطق بحرف، و كم كنت أتمنى أن تطاوعني اللحظة تلك لأسأل عنكِ أكثر، أذكر حينها أن الفرح برؤية اسمك ألجم لساني فعدتُ إلى البيت و بكيتُ ذكرياتنا و أيامنا الرائعة و نحن على مقاعد الدراسة، أيام كنتِ تمسحين دموعي بابتسامتك و كلماتك التي تتسلل إلى روحي و تبثُ فيها الأمل و التفاؤل.لم أنساكِ يا صديقتي و لم يغب وجهك عن أيامي، بل كنتِ معي ، كنتُ أراكِ بعين الخيال، كنتُ أراكِ سعيدة و تضحكين، فكنت ُ لا أملّ من رسم صورتكِ و لا أملّ من الدعاء لكِ، ما زلتُ حتى الآن احتفظ بهديتكِ الغالية ، أتذكرينها؟ تلك التي تنتظر مني أن أملأها بالزهور ليفوح عطرها في أرجاء قلبي قبل منزلي..

أنا اليوم سعيدة بكِ.. سعيدة إلى أبعد حد للفرح.. فاليوم لم يكن كغيره من أيامي، لم يكن حالك الظلمة ، و لم تكن روحي ضائعة تعبث بالذكريات و تحيي مواتها، اليوم عيد عندي و ليس كأي عيد... إنه عيد تحفه البهجة و ترسم خطوطه البسمات الصادقة...

صديقتي الغالية: سيبقى بيننا موعدٌ للقاء، هناك سنلتقي بإذن الله في الجنة ، سيجمعنا الحب في الله و نستظل بعرش الرحمن الرحيم..و لن نعاني من لوعة الفراق مرة أخرى.. كوني على ثقة بأن اللقاء هناك في جنات و نهر عند مليكٍ مقتدر... و السلام.

هناك تعليق واحد:

  1. يالروعة هذه المشاعر الجياشة
    أدعو الله بأن يجمعكما في الدنيا و الآخرة

    ردحذف