الجمعة، 11 يناير 2013

آخر أوراقي...


آخر أوراقي...

اليوم سأكتبُ لكِ آخر أوراقي!أعلمُ تماماً أن رسائلي لا تروق لكِ، لكني مملّة و لا أكفّ عن مضايقتكِ! .. لا عليكِ ، فلن أُبكي قلمي على صدر هذا الورق لتبكِ عيناكِ، فما عادتْ دموع الأقلام تُطربني.. كعادتي كلما خططتُ لكِ مكتوباً أبعثرُ الكلمات بلا معنى..اِعتدتُ على الكتابة لكِ بلا حواجز أو زخارف ترمم لوحاتي الذابلة.. أيُّ وجهٍ أكتُبُ لكِ عنهُ اليوم؟! لا أدري، سأحاول أن أخلع عباءة الفلسفة أو السفسطة عن ظهري الأحدب ، أدّعي الحكمة كما يزعمون!! لا أعرفُ من اختار لي اسم "عجوز حكيمة في العشرين" ربما أفّاق أراد تزييف الحقيقة بكذبةٍ مكشوفة!! .. يوماً ما ، نفضتُ عن رأسي المتصدع غبار الزمن الرديء ، لم يكن لي ذنبٌ أن وقع الغبار الرمادي على رأسي، كُنتُ طفلة أستحم بالمطر تحت مزاريب المنازل!! و كانت أمي تُخبيء رأسها تحت أوراقٍ ناصعة الخضرة من شجر الريحان!! ..و كبرتُ و الرمالُ تنمو على رأسي لأغدو عجوزاً مع مرور الزمن و الحكمة تتوجني!! .. أعلمُ أنكِ تضحكين ساخرة من كل ما كتبتُ ، و لكنكِ مع ذلك تبقين الغالية! ألا تعرفين الغالية ما تكون؟! ستمطين شفتيكِ باستياء و تتذمرين قائلة:جاءت الفيلسوفة تتفلسف! أحترم غضبكِ كثيراً لذلك لن أُجيب على سؤالي. أتذكّر يوماً أنكِ ابتسمتِ في وجهي بصدق! لا أخشى غضبكِ من كلمتي "بصدق" فأنتِ كما يقول قلبي لا تثقين حتى في بعض المُسلّمات البسيطة.. أتخافين من الحقيقة التي وضعتِها في قلبكِ و آمنتِ بها، و قد لا تكون هي الحقيقة ذاتها؟!لا عليكِ، سامحيني، فقد يكون قلمي سليطاً في بعض الأوقات لذلك سأقطعهُ الآن.
قبل الرحيل، لم أشأ أن أبكي و لا أن أضحك.. سأقولُ لكِ بلا خجل أو بكل ثقةٍ و صدق: أحبّكِ ، لا لشيء إلاّ لأنّكِ تستحقين من كل من تعرفين الحب. أحبكِ رغماً عنكِ و كفى!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق