وطن:
في فصلٍ أصبح ذكرى..
وقفتْ تتحدّثْ.. قالتْ من ضمن الأقوال: في وطني كانت أمي تنتعل حذاء الصّبار..في
الأقدام تنغرس الأشواك..و هي لا تُبالي..تدافعُ عنّا .. تحمينا من لهب النار..و
ذات مساء: قالت أمي بصوتٍ تخنقهُ العبرة:غداً سترحلين..خُذي بيد جدّتك و ارحلي، و
دعيني هنا.. أقفُ في وجه الإعصار..ارحلي و سأحمي وحدي هذي الدّار... أرحلُ مع ضوء
الفجر البائس ، انظرُ خلفي،كانت أمي تقف وحيدة بين الأطلال..في يُمناها تحملُ
حجراً، و اليُسرى تُضمّدُ جرحَ أخي... أرحلُ و شوكةٌ في حلقي،انهارُ و تحملني
الجدّة.. تقول: غداً نعودُ إلى هنا..غداً سيأتي يا ابنتي،غداً لنا... أرحلُ عن
وطني و دياري..خلفي دماءٌ تتحرّقُ شوقاً لفتال الغاصب و الظالم.. خلفي أرضي تُسلبُ
منّي.... و ما زلتُ إلى الآن أرحلُ من مكانٍ إلى آخر.. أبحثُ عن الأمان...
و في الفصل الذي أصبح
ذكرى تبكي الأستاذة.. و تضحكُ أجسادٌ تتكوّر في مقاعد الدراسة.. غريبة تجلسُ وحيدة
، تكتبُ في دفترها أبيات:
هي تحكي عن بقايا من
وطن××× هي تشكو الجور من هذا الزمنْ
هي لا تدري بأنّا ها
هُنا××× لم نَذُق طعم المآسي و المحنْ
انتهت
كُتبت عام 1425هـ :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق