السبت، 13 يوليو 2013

وطن...

                       وطن:

في فصلٍ أصبح ذكرى.. وقفتْ تتحدّثْ.. قالتْ من ضمن الأقوال: في وطني كانت أمي تنتعل حذاء الصّبار..في الأقدام تنغرس الأشواك..و هي لا تُبالي..تدافعُ عنّا .. تحمينا من لهب النار..و ذات مساء: قالت أمي بصوتٍ تخنقهُ العبرة:غداً سترحلين..خُذي بيد جدّتك و ارحلي، و دعيني هنا.. أقفُ في وجه الإعصار..ارحلي و سأحمي وحدي هذي الدّار... أرحلُ مع ضوء الفجر البائس ، انظرُ خلفي،كانت أمي تقف وحيدة بين الأطلال..في يُمناها تحملُ حجراً، و اليُسرى تُضمّدُ جرحَ أخي... أرحلُ و شوكةٌ في حلقي،انهارُ و تحملني الجدّة.. تقول: غداً نعودُ إلى هنا..غداً سيأتي يا ابنتي،غداً لنا... أرحلُ عن وطني و دياري..خلفي دماءٌ تتحرّقُ شوقاً لفتال الغاصب و الظالم.. خلفي أرضي تُسلبُ منّي.... و ما زلتُ إلى الآن أرحلُ من مكانٍ إلى آخر.. أبحثُ عن الأمان...

و في الفصل الذي أصبح ذكرى تبكي الأستاذة.. و تضحكُ أجسادٌ تتكوّر في مقاعد الدراسة.. غريبة تجلسُ وحيدة ، تكتبُ في دفترها أبيات:

هي تحكي عن بقايا من وطن××× هي تشكو الجور من هذا الزمنْ

هي لا تدري بأنّا ها هُنا××× لم نَذُق طعم المآسي و المحنْ

انتهت 

كُتبت عام 1425هـ  :)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق